الدولار الأمريكي يتراجع تحت وطأة التفاؤل التجاري وترقب الأسواق لبيانات اقتصادية حاسمة

شهد الدولار الأمريكي تراجعا خلال تعاملات اليوم الخميس 24 يوليو 2025، متأثرا بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية التي ضغطت على العملة وأضعفت جاذبيتها حيث انخفض مؤشر الدولار (DXY) الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من العملات الرئيسية إلى مستوى 97.15 وهو أدنى مستوى له منذ أكثر من أسبوعين مدفوعا بتحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية وتزايد التوقعات بشأن تقارب تجاري بين الولايات المتحدة واليابان واحتمال التوصل إلى اتفاق مماثل مع الاتحاد الأوروبي.

على الصعيد الاقتصادي، يترقب المستثمرون صدور بيانات أمريكية هامة خلال الساعات المقبلة، في مقدمتها مؤشرات مديري المشتريات للقطاعين الصناعي والخدمي، بالإضافة إلى أرقام طلبات إعانة البطالة الأسبوعية. وتشير التوقعات إلى أن أي ضعف في هذه البيانات قد يعزز من فرص قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بتخفيف السياسة النقدية لاحقًا هذا العام، خاصة في ظل الضغوط السياسية المتزايدة من البيت الأبيض المطالبة بتخفيض أسعار الفائدة. كما تتزايد المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي، مع تزايد الانتقادات العلنية الموجهة له من جانب الإدارة الأمريكية.

في أسواق العملات، استفاد اليورو من ضعف الدولار وبيانات اقتصادية إيجابية صادرة من ألمانيا وفرنسا، ليرتفع إلى مستويات تقارب 1.178 دولار، في حين استمر الين الياباني في الصعود بعد تراجع الإقبال على الدولار، رغم السياسة النقدية التوسعية المستمرة من جانب بنك اليابان. أما الجنيه الإسترليني فقد واصل مكاسبه وسط ترقب لتطورات السياسة النقدية البريطانية والاجتماعات المقبلة لبنك إنجلترا.

وعلى المستوى الدولي، تتابع الأسواق بقلق الأنباء المتعلقة بتشديد البنوك المركزية الأوروبية الرقابة على المخاطر المرتبطة بالدولار، في ظل تنامي القلق من اضطرابات محتملة في السيولة العالمية، خاصة في حال تصاعد التوترات بين السلطات الأمريكية والمؤسسات النقدية الكبرى. كما تراقب الأسواق التطورات الجيوسياسية في آسيا والشرق الأوسط، والتي قد تلعب دورًا في إعادة توجيه التدفقات المالية نحو أو بعيدًا عن الدولار.

تظل النظرة المستقبلية للدولار مرتبطة بشكل وثيق بنتائج البيانات الاقتصادية المنتظرة هذا الأسبوع، بالإضافة إلى توجهات الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات مسؤوليه خلال الاجتماعات القادمة وإذا جاءت البيانات أضعف من المتوقع فقد يستمر الضغط على الدولار نحو مستوى 97.00 في حين أن أية مفاجآت إيجابية قد تدفعه للارتداد نحو مستويات 97.50 أو أعلى.