النفط يرتفع مع تراجع المخزونات وتفاؤل تجاري رغم ضغوط المعروض وتحديات الطلب العالمي

ارتفعت أسعار النفط خلال تداولات ظهر اليوم الخميس 24 يوليو 2025، وسط مزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتداخلة التي أعادت الزخم جزئيا إلى أسواق الطاقة، رغم بقاء حالة الترقب مسيطرة على قرارات المستثمرين والمؤسسات الكبرى. وسجل خام برنت ارتفاعا إلى مستوى 68.72 دولار للبرميل، في حين صعد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) إلى 65.47 دولار بدعم من بيانات المخزونات الأمريكية التي أظهرت تراجعًا بأكثر من 3.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، متجاوزة توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى انخفاض بنحو 1.5 مليون برميل فقط. كما تراجعت مخزونات البنزين بنحو 1.7 مليون برميل، مما عكس ارتفاعا واضحًا في الطلب المحلي على الوقود في الولايات المتحدة، وهو مؤشر موسمي مهم في ذروة فصل الصيف.

هذا التحسن المحدود جاء رغم استمرار التحديات المرتبطة بفائض المعروض، إذ تواصل منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها ضمن تحالف أوبك+ تطبيق خطط زيادة إنتاج تدريجية قد تصل إلى 2.5 مليون برميل يوميًا بحلول سبتمبر المقبل، بالتزامن مع ارتفاع صادرات المملكة العربية السعودية إلى ما يفوق 7.5 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ منتصف عام 2022. وقد حذّرت وكالة الطاقة الدولية مؤخرًا من احتمالية تشكل فائض عالمي بنحو 1.4 مليون برميل يوميًا خلال النصف الثاني من العام الحالي، ما لم يتم تعديل مستويات الإنتاج أو تحسن وتيرة الاستهلاك عالميًا.

وعلى الصعيد الجيوسياسي، لعبت التطورات الإيجابية في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة واليابان دورا مهما في تعزيز شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وسط أنباء عن إمكانية التوصل إلى اتفاق أولي مع الاتحاد الأوروبي أيضا، مما خفف المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي كان قد ضغط على أسعار الطاقة خلال الأسابيع الماضية. كما تتابع الأسواق عن كثب الأوضاع في مضيق هرمز وخليج عدن، في ظل التوترات البحرية المتزايدة، والتي من شأنها أن تؤثر على خطوط الإمداد وعمليات الشحن.

في الجانب الآسيوي، لا تزال الصين تلعب دورا محوريا في معادلة الطلب، حيث أظهرت البيانات الرسمية استقرارا في معدلات الاستيراد النفطي إلا أن الحكومة الصينية تواصل تعزيز برامج التحول إلى الطاقة المتجددة والتقليل من الاعتماد على النفط الخام ضمن خطتها الاستراتيجية للعام 2030، ما قد يؤثر سلبا على معدلات الاستهلاك طويلة الأجل.

وبشكل عام، تتسم حركة أسعار النفط خلال جلسة اليوم بالتوازن النسبي بين مؤشرات دعم قصيرة الأجل كبيانات المخزون الأميركي وتفاؤل التجارة، في مقابل ضغوط متوقعة من فائض المعروض وتغيرات هيكلية في الطلب العالمي، ما يجعل السوق عرضة لتقلبات حادة في حال أي مستجدات مفاجئة خلال الفترة المقبلة.